التنوير
والعقلانية على الفيس بوك
إبراهيم فرغلي
قبل أن يتحول
استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا الموقعين الأشهر فيس بوك وتويتر،إلى
ظاهرة، تستغرق اليوم زمنا كبيرا من وقت البشر، خصوصا في عالمنا العربي، كان
الاهتمام منصبا بشكل كبير على المدونات، بكل ما تضمنته من ألوان الكتابة، سواء
كانت خواطر ويوميات، أو تأملات وأفكار خاصة وذاتية، أو ملاحظات اجتماعية وسياسية، أو
فرصة للتعبير عن المحظور أو المسكوت عنه في وسائط النشر الورقية والنمطية، وصولا
للأدب والفن.
وكان من السهل
ملاحظة مدى الشعبية التي تتمتع بها المدونات، من خلال العدد الكبير من التعليقات
التي تتذيل بها تدوينات المدونين في المواقع المختلفة، أو من خلال رصد ارقام
المتصفحين للمدونات، عبر خدمة توفرها شركات الإنترنت ويبثها المدونون في صفحاتهم
لتأكيد مدى شعبية مدوناتهم أو مقروئيتها، وصولا إلى مسابقات المدونات العالمية،
واشهرها جائزة "بوبس" التي كانت تقام بالتعاون منظمة مراسلون بلا حدود،
واذاعة دويتش فيلا.
لكن بعد اتساع
رقعة الثورات،أو الانتفاضات الشعبية ضد أنظمة الحكم في كل من تونس ومصر وسوريا
وليبيا واليمن، وانتقال الحراك الاجتماعي والسياسي إلى مستوى غير مسبوق في أغلب
الدول العربية، تحول الجميع تقريبا من التدوين إلى ساحات التواصل الاجتماعي،
باعتبارها الوسائل الافتراضية الأكثر تأثيرا والأوسع انتشارا، مع تردد المستخدمين
عليها بشكل يكاد يكون مستمرا طوال اليوم، حيث يتم لفت الانتباه فيها إلى مواعيد
التظاهرات، أو تأييد فكرة، أو مرشح، أو إعلان وقفة احتجاجية، وغير ذلك من الأنشطة
الاحتجاجية المرتبطة بأجواء التمرد والعصيان الجماهيري على الحكومات الانتقالية
التي أعقبت سقوط النظم الديكتاتورية التي سقطت في كل من تونس ومصر وليبيا،
واحتجاجا على أنظمة أخرى في بقع مختلفة من العالم العربي.
بريق المدونات
يخبو
في ذروة الحراك
السياسي، تمتعت المدونات ببعض البريق من خلال استغلال الكثير من أصحابها التدوين
فيها عما يودون التعبير عنه سياسيا، واغتنام فرصة الاهتمام بالفيس وتويتر لبث
روابط المدونات عليها، لتوسيع مجال الاهتمام بالأفكار. وقد اخذت في بدايات الحركات
الثورية جانبا تنظيريا مهما، ركز على أفكار لها علاقة بضرورة توسيع الطابع المدني،
وكيفية تأسيس أنظمة ديمقراطية، أو توسيع دائرة الاهتمام الشعبي بالانتخابات، وغير
ذلك.
لكن بالتدريج، ومع المسارات المختلفة التي اتخذتها حركات الاحتجاج السياسي في كل من مصر وتونس
حيث وصلت السلطة الدينية للحكم باسم الثورة، وحتى إسقاط نظام الإخوان في مصر،
وارتفاع مواجهة التيار المدني للحكومة الإسلامية في تونس، مع ما صاحب ذلك من صراعات
أو توافقات بين الأطراف المختلفة من خارج الدولتين، بدأ الاهتمام بالمدونات يقل
كثيرا، وظلت التعليقات المبتسرة على ما يحدث من خلال الوسائط الاجتماعية تأخذ في
الاتساع، ولكن حتى على حساب الأفكار الموسعة للأفكار.
هناك عدد من النقاط التي يمكن تأملها بخصوص ظاهرة
الانسحاب من المدونات إلى الوسائط الاجتماعية، من بينها أولا أن تراجع الاهتمام
بالمدونات هو في الحقيقة تراجع أيضًا في عملية "القراءة"، إذ أن تصفح
المدونات في جوهره عملية قراءة لأفكار أو معرفة أو أدب، إلخ. وهذا التراجع غالبا
ما يكون في صالح مساحة جديدة، تبتغي التصفح اللاهث السريع لما يقوم الآخرون في
قائمة الأصدقاء في الفيس بوك أو تويتر ببثه، وجلها تعليقات مبتسرة سريعة، بعضها
ساخر، وبعضها شخصي وعائلي، وأحيانا قد يكون محتوى البث صور، أو ربما إشارة إلى
مقال أو فكرة في صحيفة او لقطة فيديو. بل إن الأمر أخذ بعدا آخر أيضا بعد تحول
الساحة السياسية من إرادة جماعية مع التغيير ضد نظم حكم فاسدة إلى استقطابات بين
مشروعين إسلامي وعلماني، في مرحلة من المراحل، ثم استقطاب بين مشروع مدني وآخر
عسكري كما هو الأمر في مصر الآن مثلا. وفي هذا الاستقطاب ظهر لون من الردود
المتبادلة التي تأخذ كثيرا أشكالا من النكاية المتبادلة وليس "الحوار".
ثانيا: لا يتعلق
الأمر هنا،كما قد يبدو، بطبيعة الوسيط أي صفحات التواصل الاجتماعي التي قد يعتبر
البعض أنها لا تعد وسيلة للتثقف أو القراءة، لأن الفترة التي أعقبت بدء الحراك
السياسي وسقوط الأنظمة العربية التي سقطت، شهدت لونا من الحوارات العميقة عن
العديد من القضايا السياسية مثل الدستور، وفكرة مدنية الدولة، ومدى أهمية فكرة
وجود وزارة ثقافة، أو وزارة للإعلام في مصر، وكان العديد من مستخدمي الفيس بوك
يكتبون تدوينات مطولة يبحثون فيها هذه القضايا بالتفصيل، وعبر نماذج تاريخية
وأفكار فلسفية وسياسية. وكان التعليق عليها يتخذ مساحات هائلة، مما يعني أن
الوسائط الاجتماعية في ذلك الوقت لعبت دورا بديلا للمدونات كمساحة للقراءة
الواعية، والنقاش الفاعل، والحوار العقلاني.
الفيس بوك ..
مرايا الفشل!
يعني ذلك في
تقديري أن ظواهر الخفة الشديدة الطافية الآن على سطح مساحات التواصل الاجتماعي،
وسيادة منطق السخرية نكاية في السلطة أو وسيلة لنقد السياسي، وغياب الأفكار يعكس
فشل الانتفاضات الشعبية في تعميق أفكارها، وتحويلها إلى خطط عمل، كما يعكس فشل
استيعاب الحركات المدنية لأن الثورة ليست مجرد الاعتصام في الميادين، بل هي خطة طويلة
الأجل تبنى وتتطور بإنشاء مؤسسات مدنية سياسية واجتماعية تمتلك خطط عمل شاملة لرفع
الوعي السياسي للمجتمع، والتأثير في الجمهور لاكتساب أرضية وشعبية تمكنها من تحقيق
وسائل ضغط على فلول النظم القديمة ومؤسساته التي يضرب فيها الفساد. ثم تقديم
البديل المؤسسي المتخلص من آفات الفساد وسوء التنظيم واللاكفاءة.
بقول آخر، إن ما
أثبته هذا الفشل للكيانات الثورية التي تشرذمت، يقول في المحصلة أن سبب الفشل،
والإحباط بالتالي الذي أوصلهم لحالة السخرية والنكاية المتبادلة مع الأطراف
المتعارضة مع رؤاهم يعود إلى سبب جوهري كان أحد أسباب اندلاع الانتفاضات الشعبية،
وهو سيادة ظاهرة انعدام الكفاءة، إما بسبب سوء مستوى التعليم أو بسبب الواسطة
والمحسوبية. بمعنى أن القوى التي أطلق عليها القوى الثورية الشابة، لم تتعامل مع
الموضوع بشكل يعبر عن نضج سياسي، أو حتى وفقا لخبرات تاريخ الثورات المختلفة، أولاً
بالإصرار على ألا تمثلهم قيادة، وهو ما
ثبت فشله في التعامل على توحيد المواقف في أي مرحلة من مراحل الحراك السياسي،
والإصرار على تحويل فكرة الثورة من موقفها الثوري إلى منطق المقاومة التي تعتمد
على رد الفعل وليس المبادرة وفرض منطقها السياسي.
التنوير
الافتراضي!
أقول هذا حتى أصل إلى النقطة الثالثة الخاصة بظاهرة تراجع تصفح المدونات، والتي كان لها بديلا
إيجابيا مهما على صفحات الفيس بوك يتمثل في الدور الذي لعبه عدد من الأفراد، الذين
يحسبون على النخبة المثقفة بشكل أو آخر، سواء كانوا أكادميين، أو إعلاميين وكتاب،
أو نشطاء سياسيين، والذين رأوا في هذا الوسيط الذي يلقى شعبية كبيرة في التصفح،
فرصة لنشر أفكارا يمكن اعتبارها في تقديري افكارا تنويرية، وأظن أن هذا هو الدور
البديهي والطبيعي للتنظير في فكرة الثورة والتغيير، من خلال توضيح مواقفهم من
الأحداث المختلفة وذلك منذ وصول الإخوان للحكم، وصولا بخروجهم من السلطة وحتى
اليوم.
وتتنوع أفكارهؤلاء الأفراد بين التعريف بالفكر المدني العلماني، والبعض يعتمد على نقد الفكر
الرأسمالي من خلال تعليقه على الأحداث المختلفة، بينما يتبنى البعض النقد
الاجتماعي وربطه بظواهر التاريخ السياسي والاقتصادي في المجتمع.
وهناك من يحاول
تأمل العديد منالأحداث والظواهر الإعلامية والتعليق عليها بتحليلها من أكثر من
جانب، بما يجعل من فحص وتفنيد وجمع هذه الآراء، لو تم بشكل تراكمي، يقدم ما يشبه
سجلا افتراضيا لنوع من العقلانية وأفكار التنوير.
ومن بعض نماذج
هذه الأسماءالتي تقدم هذه الأفكار على صفحاتها على سبيل المثال لا الحصر، وذلك في
حدود متابعتي الشخصية للحالة المصرية يمكن أن نرى صفحات كل من الدكتور خالد فهمي
رئيس قسم التاريخ في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، والدكتور شريف يونس أستاذ التاريخ
بجامعة حلوان، د.جليلة القاضي وحامد عبد
الصمد أستاذ الدراسات الإسلامية في برلين، وسيف نصراوي، والكتّاب مثل رؤوف مسعد،
مهاب نصر، ناصر فرغلي، خالد البري، وأشرف الصباغ، وبعض النشطاء الساسيين ممن يعملون
في حقول الفن أو المجال الحقوقي مثل باسل رمسيس أو خالد منصوروغيرهم. بالإضافة
قطعا الى إسهامات بعض رموز التنوير من الكاتبات والتي قد تتخذ تعليقات نقدية مكثفة
لكنها تصب في خانة الانحياز إلى وتراكم الأفكار الخاصة بالعقلانية والحرية وتأكيد
ذلك فيما يعتقد بوضع المرأة خصوصا من مثل بعض الكاتبات والناشطات مثل سمر علي،
ومنى برنس ومي التلمساني وغيرهن. والأسماء هنا أمثلة فقط، ونماذج وليست حصرا دقيقا
أو نفيا لغيرهم، لأن هناك إسهامات أخرى عديدة من العديد من المثقفين والنشطاء
وخصوصا الشباب.
كتابات هؤلاء
الكتاب تمثل لونا من العقلانية والتنوير، لأنها تقدم أو تحاول أن تقدم شكلا من أشكال
النقد المشفوع بالتحليل. تقدم رؤى مختلفة كإضاءات لمن يهتم، سواء من الجمهور
العادي أو للقوى المدنية والمثقفين. كأنهم يحاولون تقديم الحد الأدنى من المساهمة
في إضاءة طريق طويل قد ينتهي يوما بالحرية والديمقراطية والعدالة.
ويختلف هذا الدور
عن دور آخر يمارسه الكثير من الكتاب في الصحف، في شكل مقالات ثابتة أو دورية
وبعضها له أهمية تنويرية حقا، ولكنها قليلة. وموضع الاختلاف أولا في أن الأفكار
التي تكتب على صفحات الفيس بوك قد لا تلتزم بقواعد الكتابة باللغة العربية الفصحى،
على اعتبار أن العديد من مستخدمي الفيس بوك يتحاورون إما بالفصحى أو بالعامية أو
بلغة وسيطة، مايمنحها صبغة شعبية من حيث القدرات التعبيرية، وبها أيضا قدر من فك
تعقيد الأفكار المركبة لكي تتلاءم مع هذه اللغة.
أما موضع
الاختلافالثاني بين هذه الأفكار والمقالات الصحفية وبين "تدوينات
التنوير" على الفيس بوك، هو حالة النقاش والجدل التي تثيرها الثانية، والتي
يصبح كاتبها طرفا أساسيا فيها مع أطراف أخرى من قوائم أصدقائه ممن قد يتفقون أو
يختلفون مع الطرح، مما يوسع من أطر وزوايا النظر لهذا الموضوع أو ذاك.
وأهمية هذه
الطروحات في تقديري أنها تؤسس للتغيير، أو تفتح الطريق لأسس الحوار العقلاني
ومناقشة كافة الثوابت السياسية والاجتماعية التي سادت بفضل الفراغ السياسي والفكري
الذي استمر أو امتد على مدى عقود طويلة.
وأعتقد أن مثل هذه الأفكار رغم اهميتها اليوم باعتبارها وسيلة لمناوشة أفكار واهتمامات جمهور
مختلف المشارب على الفيس بوك، لكنها ربما ستختمر أكثر وربما تتطور أو تلهم آخرين
لتكوين أفكار مهمة في ترسيخ وتجذير مفاهيم العقلانية والتفكير في المستقبل.
عصر الأنوار
وهذا تقريبا
الدورالذي لعبه رموز التفكير والتنوير في عصر التنوير في القرن الثامن عشر، أنه
لم يؤجج الثورات في اوربا بقدر ما أسس لأفكار مختلفة خلقت موجات من الإصلاح
السياسي والفكري والديني والاجتماعي من جهة، وساهمت، من جهة اخى طبعا في انتقال
الثورات من بلد لآخر أيضا تأسيسا على دعائم فكرية وعقلانية.
ومن المناسب هنا
تعريف القارئ أو تذكيره بأن عصر التنوير هو حركة ثقافية
فكرية بدأت في أوربا أواخر القرن السابع عشر، استهدفت إعلاء شأن العقلانية
والفردية على حساب المفاهيم التقليدية وكان الغرض منها إصلاح المجتمع باستخدام
الأسباب العقلية، لتحدي الأفكار ترتكز على التقاليد
والأفكار المرتكزة على النقل، وعلى دفع عجلة
المعرفة من خلال المنهج العلمي. لتعزيز الفكر العلمي والشك، والتبادل الفكري.
وكان التنوير ثورة
في الفكر الإنساني. إذ انه جسد وسيلة جديدة للتفكير
العقلاني الذي يستخدم المنطق الصحيح للوصول إلى استنتاجات ، واختبار الاستنتاجات ضد الأدلة،
ومن ثم تنقيح المبادئ
في ضوء الأدلة.
وبالرغم من مرور ما
يقرب من نحو ثلاثة قرون على بدء عصر التنوير أو عصرالأنوار فإن تلك الحقبة المهمة
لا تزال تشغل بال المؤرخين والمفكرين في الغرب لأهميتها الشديدة في ترسيخ أفكار تمجد العقل
والحرية وتبشر بقيم الانعتاق من نير الاضطهاد باسم المطلق اللاهوتي أو باسم
الحقيقة القديمة أو باسم الحاكم بأمره الفردي المدعوم بعصمة الكنيسة. وارتبطت بأسماء عدد من المفكرين الكبار مثل إيمانويل كانت
الذي يعد أول من قدم صياغة تعريفية لفكرة التنوير، وجان جاك روسو وفولتير وديفيد
هيوم ومونتسيكو وغيرهم حتى ذهب المفكر
الفرنسي تودوروف للقول بأن الأنوار هي في
آخر التحليل فكرة الاستقلالية والتحرر من أشكال الوصاية التي تفرض على الجميع نفس
أسلوب التفكير والممارسة. ويؤكد "تودوروف" أن الوصاية قد اتخذت حينها
شكل هيمنة دينية باسم الكنيسة مما يجعل الاستقلالية تحمل بعدين يتمثل الأول في استقلال
الفرد في إدارة حياته الشخصية ويحيل الثاني إلى استقلالية المجموعة وحقها في إدارة
شؤونها باشتراع القوانين المنظمة لحياتها وتعيين من يدير سياسة البلاد بكل حرية.
وقد عمل فكر الأنوار، عبر إسهامات العديد من المفكرين
الكبار في كل من فرنسا وانجلترا ثم ألمانيا وباقي أوربا على تحديد العلاقة بين
حرية الفرد واستقلاليته وحرية المجموعة واستقلاليتها بصياغة شروط التوافق بين
المصلحة العمومية التي تحد من النزعات الفردية المنفلتة وبين مصالح الذات. ولعل
ذلك فعلا ما سيترجم في بروز نظريات التعاقد الاجتماعي وعلاقات السيادة بالمواطنة.
كان عصر التنوير وما
أنتجه من أفكار وضعية وعقلانية ملهماً لعدد من الثورات الاجتماعية والسياسية شهدتها
أوروبا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر أسفرت عن قيام الدولة الحديثة بالصورة
التي نعرفها اليوم في الغرب. وقد ارتكز قيام هذه الدولة على وجود بيروقراطية، وقيام
جيش كمؤسسة قوية ومتمتعة باستقلال نسبي، وسيادة جو من العقلنة في التنظيم. وقد سادت
في هذه الدولة أنظمة سياسية بديلة من أنظمة القرون الوسطى، بحيث قامت هذه الأنظمة بانتزاع
الصفة الإلهية عن سلطة الملوك فاصلة الدين عن الدولة.
شكلت هذه الحركةأساسا
وإطارا للثورة الفرنسية ومن ثم للثورة الأمريكية وحركات التحرر في أمريكا اللاتينية.
كما مهدت هذه الحركة بالتالي لنشأة الرأسمالية ومن ثم ظهور الإشتراكية لاحقا. كما
أنها مهدت للعديد من ثورات الفكر التي أدت لحركة علمية وفلسفية قوية وتسببت في
نشأة العديد من النظريات السياسية الجديدة والأفكار الاقتصادية والكشوف العلمية
والجغرافية وهو ما أثر على تقدم البشرية بشكل عام وبالرغم من أن
المنطقة العربية قد عرفت العديد من حركات الإصلاح في بدايات القرن الماضي أسهمت في
تحرير المنطقة العربية من نير الاستعمار، لكن أغلب الحكومات المحلية التي تسلمت
السلطة من المستعمر الغربي تحولت إلى نظم شمولية عادت بالمجتمعات العربية الى
الفترات التي تذكرنا بمجتمعات ما قبل الثورات في الغرب، وهو ما يجعل من تلك الفترة
اليوم محلا للتحليل والتنقيب وإعادة القراءة، لفهم وقراءة، ما يدور على الساحة
العربية اليوم، ومن هنا تأتي الأهمية الشديدة لأفكار التنوير والعقلانية على ساحات
الوسائط الاجتماعية الافتراضية.
نشرت في مجلة العربي - زاوية (ثقافة الكترونية) – يونية 2014
No comments:
Post a Comment