Wednesday, November 4, 2015

ثورة الجميلات 2- 2


ثورة الجميلات

الأزياء والأناقة كمدخل لفهم الذكورية العربية في الأدب (2-2)



إبراهيم فرغلي




أذكر حين التقيت الكاتبتين الصديقتين منصورة عز الدين وزهرة يسري في فرانكفورت في العام 2004 وكانتا قد انتهيتا من جولة قراءات في عدة مدن ألمانية ذكرتا لي أن السؤال الشائع بين جمهور القراء هو لماذا لا ترتدين الحجاب كما هو شائع في بلادكما؟
سؤال مدهش لكاتبة، أي كاتبة، كان من الممكن أو المفترض أن توجه لها أسئلة عديدة عن الأدب وقضاياه وتقنياته وموضوعاته، وبقدر ما يعبر عن الكلاشيه الذي يخندق فيه الغرب الشخصية العربية، لكنه يعكس علاقة ما مفترضة ما بين مظهر الكاتب وبيئته.

في المشهد الافتتاحي للفيلم التسجيلي "اربع نساء من مصر"، إخراج تهاني راشد، نرى السيدات الأربع؛ وداد متري، شاهندة مقلد، صافيناز كاظم، وأمينة رشيد، وهن يسرن متجاورات. ارتدت صافيناز كاظم ثوبا أسود واسعا ووضعت حجابا لفت به شعرها ووجهها، بينما ارتدت متري جيب سوداء طويلة وجاكيت واسع بنفس اللون، أما مقلد فاختارت كنزة صوفية حمراء أسفل "تايير" أسود، وارتدت أمينة رشيد فستانا بلون البنفسج. أربع سيدات لا يمكن من هذه الأزياء أن تميز الطبقات التي ينتمين لها أو لكونهن ينتمين للنخبة الفكرية، ولا يمكن سوى التأكد من كون صافيناز امرأة مصرية مسلمة، بالحجاب الذي تغطي بها شعرها، كما شاع منذ الثمانينات في مصر.

سنرى في الفيلم،عبر لقطات توثيقية أرشيفية للسيدات في مراحل مختلفة من حياتهن، كيف تغيرت صورة المظهر العام لكل منهن، من صورة الفتاة الشابة التقليدية في الخمسينات، المتحررة، الأنيقة أناقة عصرية بسيطة، بلا حجاب غالبا، وعادة ما كان من الممكن أن ترتدي بلوزة نصف كم أو بدون كم مثلا كما ساد في الستينيات، إلى المظهر التقليدي العام الذي تحولن إليه في مرحلة متقدمة من أعمارهن، وسنرى أيضا أن بعض الاختلافات في البيئات الثقافية التي تنتمي كل منهن اليها قد تؤثر في المظهر العام الذي ارتضته كل منهن لنفسها.

على سبيل المثال، وكما نفهم من الفيلم تنتمي صافيناز كاظم للطبقة الوسطى التي نشأت في حي العباسية، ذكرياتها أغلبها في شارع الجيش، درست الصحافة ثم انتقلت لأمريكا لمدة ست سنوات بين 1960 وحتى 1966، وعاشت هناك وهي متأثرة بالنموذج الغربي للمرأة في الستينات، ثم انتقلت لاحقا للتفكير في الكيفية التي تستعيد بها نموذج المرأة الذي يمثل الثقافة التي تنتمي إليها، ووجدته في الفكر الإسلامي، وتحجبت، من دون أن تتأثر بذلك شخصيتها المتمردة وبفرديتها، رغم بعض التناقضات التي تفرضها الفكرة الدينية عموما. تبدو صافيناز كاظم في مظهرها مثل أي امرأة مصرية في هذا العمر، محجبة ومحتشمة ولا تهتم في مظهرها إلا بما قد يخفي ترهل الجسد في ثقافة لا تميل عادة للالتزام بالأغذية الصحية والرشاقة. بينما سنرى أن أمينة رشيد التي تنتمي في الأساس لطبقة أرستقراطية مصرية لا تتحدث العربية في المنزل، وتتماهى مصالحها مع مصالح كبار الملاك، تحافظ في زيها على لمسة من الأناقة الحديثة المحتشمة مع الميل لألوان زاهية في حياتها كلها.




تأملت أيضا صورة فوتوغرافية جمعت الكاتب المصري الراحل توفيق الحكيم منتصف السبعينات مع مجموعة من نجمات الصحافة المصرية الشباب آنذاك وهن ماجدة الجندي وكريمة كمال ومنى سراج، وقد ارتدين بلوزات بسيطة وأنيقة بنصف كم، على جيبات قصيرة, وهو ما يعطينا فكرة عن الزي الشائع لدى صحافية مصرية من الطبقة الوسطى من جيل المثقفات في السبعينات. تعكس أزياؤهن لمسة الأناقة التي تعبر عن الزي الشائع لدى الطبقة الوسطى آنذاك، من دون أن تتعارض مع الطابع العملي لصحافيات يتحركن بين مصادر مختلفة لموضوعات ينشغلن بالكتابة عنها.

ومع ذلك فما يمكن أن نلاحظه اليوم بعد أن سادت ثقافة الجينز أن المظهر العام للكاتبات في مصر مثلا متقارب، مع اختلاف أساسي ربما يعود لبدء شيوع خلخلة نسبية لأفكار نسوية كانت تشدد على إهمال المرأة لمظهرها لتأكيد مساواتها بالرجل. اختلف هذا الأمر لاحقا، لكن في الوقت نفسه يمكن أن نرى اختلافات نوعية بين كاتبات يعشن في الغرب مثلا، ويبدون أكثر تحررا في اختيار أزيائهن، أو بين كاتبات من لبنان أيضا تأخذ أناقتهن أولوية أولى مهما كانت درجة بساطة أو بذخ ما يرتدين حسب المناسبة. 

وأظن أن الجيل الأكثر حداثة اليوم يميل للتمرد نوعيا في طبيعة ما يرتدي إما بالتأكيد على لمسة الأنوثة في أزيائهن مع إظهار الولع بالاكسسوارات، وربما أيضا الاهتمام حتى بتزيين الجسد بالتاتو أو النقوش المرسومة، أو بالاهتمام على ملابس رياضية كاجوال مريحة خصوصا لمن يقضن أوقاتا طويلة في الشارع.

وإذا كانت الأزياء، تاريخيا على الأقل، وسيلة من وسائل رصد سمات الشخصيات وخلفياتها الثقافية والبيئية، وطبيعة الثقافة التي تسيطر على المجتمعات التي تعيش فيها، فكيف عبرت الكاتبات العربيات عن ذلك في نصوصهن؟ هل تلعب الأزياء في شخصيات الروايات دورا في هذا الصدد؟ هل يمكن أن نفهم من خلال تتبع أزياء الشخصيات الروائية طبيعة ثقافة الشخصية وعلاقتها بجسدها، رجلا أو سيدة، أو سمات عامة.

اخترت بشكل عشوائي عشر روايات لعشر كاتبات عربيات ومن أجيال مختلفة لتتبع الكيفية التي تناولت بها كل منهن أزياء شخصيات رواياتها. وهذه الروايات هي كالتالي؛ وراء الفردوس لمنصورة عز الدين، خيانة القاهرة لشيرين أبو النجا، أكابيلا لمي التلمساني، ملكوت هذه الأرض لهدى بركات، أنا وهي والأخريات لجنى الحسن، مسك الغزال لحنان الشيخ، منازل الوحشة لدنى غالي، طوق الحمام لرجاء عالم، سعار لبثينة العيسى، لمار لابتسام تريسي.

والحقيقة أنني اندهشت لأنني تبينت أن غالبية هذه الأعمال لا تذكر فيها أزياء الأبطال تقريبا إلا عابرا وبلا تفاصيل، كأن ترتدي امرأة عارية ثيابها مثلا أو تخلعها! أو أن توصف ملابس شخصية بالقذارة وفقط.

 ومع تراوح حتى مستوى بعض النصوص تقنيا فإن بعضها تجمعه هذه الخصيصة، وعلى سبيل المثال فإن رواية خيانة القاهرة لشيرين أبو النجا تخلو تماما ليس فقط من وصف الأزياء أو ذكرها، رغم أن واحدة من الشخصيات كما نفهم مولعة بعروض الأزياء، لا بل يخلو العمل تقريبا من وصف الأماكن، رغم أن العمل يتحرك بين مدينتين مختلفتين تماما هما القاهرة وبرلين، أو حتى الشخصيات. ونفس الشيئ ينطبق على رواية أكابيلا لمي التلمساني رغم أن العمل يتناول قصة علاقة صديقتين، أو بالأحرى رؤية الراوية لشخصية صديقة علاقتها بها مركبة ومعقدة. العمل منصب فقط على مونولوج البطلة ومشاعرها.

كذلك الأمر في رواية أنا وهي والأخريات لجنى الحسن، فالنص يخلو من الاعتناء بهذا الوصف رغم أن الأحداث في مجتمع يعرف باهتمامه الشديد بالمظهر والأناقة والجمال، ويمكن قراءة العمل أحيانا وكأن أبطاله عراة لا علاقة لهم بالملابس، لكن البطلة المهمومة بقصتها المأساوية مع زوجها تبدو شاردة عن كل شئ سوى الألم الباطني العميق.

 وحتى رواية ملكوت هذه الأرض لهدى بركات تكاد تخلو حرفيا من أي إشارة إلى الأزياء التي يرتديها الأبطال، أو وصف رتوش لها تكمل بها شخصياتها بما فيها بعض المشاهد التي تدور في كنائس بوجود رجال دين وخلافه لا توصف مظاهرهم. كذلك تأتي رواية سعار لبثينة العيسى، فيما تحكي البطلة قصة حبها بمونولوج يعكس طبيعة الشخصية البطلة سعاد، التي تقاتل لأجل أن تجيب عن أسئلتها عن الحب في مجتمع له طبيعة خاصة. النبرة الحماسية أو الوحشية تنبه القارئ وتشده، وفيما يبدو هنا أن الجسد جزء أساسي من قضية امرأة تحب وتفرض وجودها وكاريزميتها لكن هذا الجسد لم يوصف جيدا ولا استخدمت الأزياء أيضا فيه كدلالة إضافية على ما قد يعنيه، إشارة باهتة إلى تي شيرت أزرق باهت ترتديه وهي تلعب الكرة، ومرات تقول أنها تود أن تفتح أزرار قميصها لأنها تشعر بالاختناق.

 بينما تحكي رواية لمار لابتسام تريسي قصة القهر والمعتقلات في السجون السورية لا يبدو الزي هنا مهما لها، فالجسد حين يتعرض للتعذيب يعرى من ملابسه، الجسد مقهور ولا تلتفت له الكاتبة أو الراوية بالأحرى إلا لبيان أثر العذاب والقهر.

الروايات الأربع الباقية كلها تتضمن اهتماما أكبر بالإشاترة لأزياء الشخصيات، ليس بالتفصيل، ولا بالدقة التي يمكن أن نراها في الأعمال الكلاسيكية الأوربية، لكن بما يفيد التأثير في النص، وفي تأكيد علاقة الجسد الأنثوي بحريته، ربما يأتي هذا الاستخدام بشكل أكثر فنية في روايتي المسك لحنان الشيخ وطوق الحمام لرجاء عالم، في الأولى تصف الراوية المجتمع الصحراوي المغلق الذي تعيش فيه وتتورط في علاقة مثلية وهي تتحرك بالسرد بين وصف المشاعر الداخلية والوصف الخارجي بدقة وتوازن. كذلك تفعل رجاء عالم في نصها الذي تقدم فيها أوصافا دقيقة ومقاربات زمنية لحقب وشخصيات.

أخيرا بقي نصين الاول وراء الفردوس وفيه تظهر ملامح أنوثة الشخصيتين الرئيستين المتنافستين عبر تفاصيل تظهر لتؤكد مواضع الاختلاف أو ترمز بها لبعض التراتبيات أو الاختلافات الطبقية، أما في نص منازل الوحشة يدور النص أو أغلبه داخل جدران منزل بالتالي يتركز مونولوج الراوية على مشاعرها ومشاعر ابنها المريض بالاكتئاب، مع ذلك فقد تصف عابرا أزياء ابنها أو أمها حين تأتي لزيارتهم أو ما ترتديه البنت أسيل التي أحضرتها الجدة لتعالج الابن أملا  أن يغرم بها.  

السؤال إذن هنا كيف يمكن إهمال تفاصيل الجسد على هذا النحو من قبل الأدب؟ هذا النفي للجسد قد يكون مقصودا أي مؤكدا على أن المجتمع ينفي الفرد ويقهره فيصبح لا وجود له، أو ألا يكون مقصودا، وفي تقديري هنا يكون تقصيرا كبيرا فيما تقتضيه الرواية من إثارة للحواس، وإذا كان السرد الروائي بناء معرفي يقتضي لفهمه استخدام الحواس فإن إغفال الجانب البصري يعد نقيصة مهما كانت المبررات ترجح أن النص يهتم بالدواخل والأفكار الباطنية والمشاعر الخاصة للأبطال.

أظن أن تاريخ السرد الكلاسيكي منح لحاسة البصر أولوية كبيرة ليس إسهاما في أن يرى القارئ ما يود المؤلف أن يريه إياه، بل لأن الرتوش العامة للمظهر ترتبط وتفسر الكثير من سمات الشخصية. المظهر يكمل الصورة التي يود الكاتب أن يرسمها عن شخصية ما، وأفكارها ورؤاها عن الحياة مقارنة بمسلكها في حياتها العامة أو الخاصة.

الشاهد أن تجاهل الرواية العربية لتفاصيل الملابس هو جزء من عدم تقدير المجتمع كاملا للجسد، مشاركة ضمنية من الكاتب، بدون وعي غالبا في احتقار المجتمع العربي للجسد. الجسد الذي يمثل اليوم أزمة كبيرة في مجتمعات تحتقره بالتحرش وبالقهر وبالتعذيب ويبدو مع الأسف أيضا أنه يحتقر من قبل الأدب الذي يدعي أحيانا أنه ينتصر للفرد وحريته وكرامته.


نشرت في أكتوبر 2015 في جريدة النهار- بيروت  

متاحف الشائعات


تغريدة

متاحف الشائعات!


إبراهيم فرغلي




تصلح قصة الشائعات التي أطلقت حول الكاتبة الفلسطينية اللبنانية الراحلة؛ مي زيادة (1886-1941)، على امتداد الأسبوع الماضي أن تعبر عن الكثير مما يجري حولنا اليوم، فقد أطلق محرر صحفي كذبة صحفية، تقول أن منزلها ومحتوياته سيعرض للبيع في مزاد علني، وأن بين المحتويات رسائل الأديبة الراحلة إلى ومن كبار المثقفين المصريين والعرب. وتنقلت الكذبة كيقين، بين المثقفين على وسائل التواصل الاجتماعي، وسرعان ما انطلقت نداءات لعمل حملة تضامن، لوقف البيع، من قبل بعض كبار المثقفين، ووازاها على أرض الواقع، أيضا، مسيرات لعدد من الصحفيين الذين انطلقوا للعنوان المذكور للتحري عن الأمر، حتى تبين للجميع أن الخبر ليس سوى شائعة سخيفة أطلقها صحفي أراد الاحتفال بذكرى الأديبة الراحلة على طريقته الخاصة.

هذه واقعة جديدة تدلل على المستوى الذي وصلت إليه الصحافة في مصر، والتي أصبحت تقوم على إطلاق الشائعات، ولم تعد مقصورة على كاتبة راحلة، أو مثقف معاصر، بل تمتد إلى الدولة والفساد، والاقتصاد، والفن والسياسة، مما يجعل كل خبر وأي خبر أو معلومة قابلة للتصديق كأنها يقين، وأن تكذب، في الوقت نفسه كأنها كذبة العام. لكن الفارق في تناول نفس الكذبة أن الفرق المتناحرة سوف تستخدم الشائعة وفق هواها، وميولها العاطفية السياسية. وحتى بعد أن تتبين حقيقة الشائعات لا يعود أحد عن رأيه لأنه في الحقيقة يستخدمها، لهوى في نفسه،وليس اهتماما بالحقيقة ولا بأهمية البحث عنها.
والأهم ألا تكون وزارة الثقافة عرضة لشائعات كهذه، وأن يكون هذا الخبر دافع قوي للوزراة لعمل خطة متكاملة لرصد منازل ومكتبات وتراث أبرز الكتاب والمثقفين والفنانين والمفكرين المصريين، وعمل متحف ضخم لنقل تراث من لا يمكن تحويل منزل ورثته إلى متحف شخصي.
لماذا لا تتبنى الوزارة مشروعا لتخصيص أرض لمتحف كهذا؟ يضم أقساما يجد من يزورها مقتنيات ومخطوطات وكتب وصور وأقلام كتّاب وعلماء مثل عباس العقاد، أحمد شوقي، جمال حمدان، توفيق الحكيم، يحي حقي، مصطفى مشرفة، زكي نجيب محمود، طه حسين يوسف إدريس، نجيب محفوظـ، جمال الغيطاني، محمد البساطي، يحي الطاهر عبدالله، صلاح جاهين، الأبنودي، ألفرد فرج وسواهم من رموز الثقافة المصرية. وأن يكون ذلك، جنبا إلى جنب مع متاحف شخصية وليكن أولها المتحف المنشود لأديب نوبل نجيب محفوظ بسبب شهرته العالمية وقيمته الكبيرة لدى الجمهور والكتاب في مصر والعالم العربي.
لا أحتاج إلى توضيح لما مثل هذه المتاحف من أهمية في الدول التي ترعى تراثها الحضاري ممثلا في منازل- متاحف الفلاسفة والأدباء وأهل الفكر والفن، وتأكيد قوتها الحضارية، بالإضافة إلى الدلالة الرمزية التي يمكن أن تقدمها متاحف كهذه لأجيال جديدة لا تمتلك نماذج تقتدي بها إلا ما يقدم على الشاشات من ابتذال محض في المجالات كافة. كما أن أحدا، وقد تمت صيانة تراث هؤلاء الأدباء، لايمكن له آنئذ على إطلاق الشائعات التي تجد، بسبب الإهمال المتراكم، إقبالا كنار الهشيم. 
وربما في وقت آخر حين نصل لرفاهية لا وقت لها الآن وهنا، يمكننا أن نجمع ما يحيط بنا اليوم من توافه الشائعات وصغائر الأفعال لتوضع في متحف افتراضي يليق بها وقد نسميه متحف الشائعات أو التفاهة!


نشرت في جريدة القاهرة في 29 أكتوبر 2015


Monday, October 19, 2015

درس الغيطاني.. الكتابة وسوق الكتابة




بين الكتابة والتسويق





هذا المقال كتبته عقب حصول الغيطاني على جائزة الدولة التقديرية ونشر في صفحة "المدونة" في الأهرام اليومي في أغسطس 2007


زرت المكتبة الخاصة بالكاتب جمال الغيطاني، في منزله، الأسبوع الماضي، ولست الآن في حل لذكر محتوياتها التي لا تقل بحال عن كونها كنزا حقيقيا . لكن ما أود أن أتوقف عنده هنا هو الصورة المهيبة التي يحتفظ بها الغيطاني إلى يسار المكتب الذي يجلس إليه، وهي صورة "الكبير" كما 
يسميه الغيطاني، وكما يعرفه أغلب الكتاب:

 "ديستويفسكي". هذا الكاتب الكبير الذي لم يخرج كاتب في العالم –كما أظن- إلا من معطفه. هكذا يجلس الغيطاني للكتابة تحت رقابة، وعناية، هذا الكبير، وهو في ظني ما يجعل من الكتاب مسؤولية إضافية تضاف إلى ما تتضمنه من مسؤولية تجاه الجماليات التي أسسها المبدعون الكبار على مدى تاريخ الكتابة.

تحيط بالغيطاني قواميس اللغة وكتب البلاغة الكبرى التي غرف منها لينحت لغته الخاصة، ومراجع قديمة، ونسخ عديدة من تفاسير القرآن، وغيره.
وهي في النهاية مؤشر كبير على الجهد الذي يبذله . والذي تجلى في العديد من أعماله البديعة التي قرأت بعضها في مرحلة مبكرة مثل الزيني بركات و رائعته الكبيرة:التجليات، ورسالة في الصبابة والوجد، ويوميات شاب عاش منذ ألف عام . ووقائع حارة الزعفراني. ومنها ما قرأته في مراحل عمرية متقدمة مثل شطح المدينة ونوافذ النوافذ، ونثار المحو. وغيرها وصولا للزويل . وفي هذه الأعمال جميعا يتبدى الجهد الكبير الذي بذله الغيطاني في اللغة البديعة التي يستخدمها. ولعل هذا ما وصل القراء الأجانب منقولا إلى لغاتهم وساهم في نشر كتبه في كبريات دور النشر البريطانية التي تطبع بمئات الآلاف مثل بنجوين البريطانية، التي طبعت الزيني بركات قبل سنوات عدة، وفي ترجمات أعماله للفرنسية منذ مطلع الثمامينات في كبريات الدور الفرنسية، وذيوع أسمه كواحد من أهم الكتاب العرب المترجمين في فرنسا.

الغيطاني،ككاتب كبير؛ لم يذكر شيئا من هذا يوما، ولم يهادن، في نفس الوقت، في معركته الكبرى في انتقاد سياسات وزارة الثقافة، لكن ، ها هو أخيرا، يحصل على الجائزة التي تأخرت كثيرا: وهي جائزة الدولة التقديرية.

هذه الجائزة المستحقة تأخرت لأن الغرب التفت لأعمال الغيطاني منذ سنوات طويلة، بالتقدير والعناية، وأنا أعرف ذلك من علاقاتي بأصدقاء من خارج الوسط الثقافي من الفرنسيين يعرفون الغيطاني جيدا ويقرأون أعماله باهتمام.

هذا الجهد الكبير حققه الغيطاني بدأب، وهو يستمر في مشروعه، دون أن يلتفت إلى معايير التسويق التي يمارسها البعض، وبدون أن يسعى للترجمة التي سعت إليه، ولهذا فإن الغيطاني اليوم أحد الاسماء اللامعة التي يقرأها الغرب لفنياتها، ولخصائص جمالية، وليس بحثا – من القاريء الغربي- عن نمائم، أو تلصصا اجتماعيا، كما هو شأن بعض الروايات السعودية الجديدة التي يكتبها بعض الكتاب الشباب اللآن، 

وأستثني منها رواية الآخرون لصبا حرز، أو بعض روايات الأكثر مبيعا التي لا يمل كتابها ممن يعتمدون على التسويق من ذكر أرقام مبيعاتهم، يرهبون بها قارئا يعيش في مجتمعات متهمة بالجهل والأمية انعدام الرغبة والقدرة على الثقافة، وهؤلاء القراء الذين يتهافتون على مثل هذه الأعمال مثلما يتهافتون على كل السلع التي تخضع لبند "الموضة" يبتلون بالتسويق والترويج لما يحتاجونه ولا يحتاجونه .

وهؤلاء انضم لقائمة مستهدفيهم الآن مروجو سلع الأدب الشعبي بقوة أرقام التوزيع، التي لا تعني شيئا لجودة الأدب، وبدخول مجال الدعاية كتاب مختصون في الاقتصاد والتاريخ يقرأون الأدب أخلاقيا.

دان براون يوزع أكثر من 50 مليون نسخة، وكذلك كويليو، لكن دوستويفسكي هو الذي تقاوم كتابته الزمن، ومثله كل الكتاب الكبار، مهما راجت الكتب الشعبية، وتم التسويق لها. صحيح أن في التسويق فائدة لاكتساب قاريء جديد، لكنها لا يمكن أن 

تغير القاعدة الأساسية بأن الكبير كبير، وأن الزبد يذهب هباء مهما كانت ثخانته!

نشرت في الأهرام اليومي، الطبعة العربية، صفحة المدونة في 4 أغسطس 2007 

Monday, August 31, 2015

'معبد أنامل الحرير' .. يغيب الروائى وتبقى الرواية

'معبد أنامل الحرير' .. يغيب الروائى وتبقى الرواية





 بقلم محمود عبد الشكور



مثلما كانت رواية إبراهيم فرغلى الهامة "أبناء الجبلاوى" قصيدة حب عن حرية الفكر والفن والفنان، وأنشودة هجاء ضد االظلامية وضيق الأفق، فإن روايته الجديدة "معبد أنامل الحرير" الصادرة عن منشورات ضفاف ومنشورات الإختلاف، تقدم تنويعة أخرى مرّكبة عن نفس الفكرة، ولكنها تقطع شوطا لافتا فى تحية الفنان والكاتب، بأن تجعل لما كتب قوة وقدرة خلق وحياة أبدية.
فى هذه الرواية الهامة نقرأ عن صاحب الكتابة ولا نسمعه أبدا، تنوب عنه بجدارة روايته التى تتخلق مثل جنين مشاكس، سرعان ما يمتلك هوية وإرادة وحلم، يبحث عن مبدعه، ثم يمتلك القدرة على أن يكمل الحكاية.  
فى "أبناء الجبلاوى" اختفت روايات نجيب محفوظ وسط مجتمع ظلامى، فظهرت شخصياته حية بين الناس لتدافع عن نفسها، وفى "معبد أنامل الحرير" تصبح الرواية التى لم تكتمل بديلا عن كاتبها، تكتبه، وتستعيد سيرته، وتدافع عنه مثلما تدافع عن وجودها، يصبح الفن أقوى وأكثر خلودا من مبدعه، ويبقى النص حتى لو اندثر صانعه، يعيش البشر تحت الأرض، لكى ينسخوا حصاد ما كتبه البشر الأحرار، ويالها من تحية عذبة تستحق التأمل.
لا يمكن الدفاع عن حرية الفن والفكر إلا بطريقة حرة، وبأسلوب فنى ممتع، الى حد كبير نجح إبراهيم فرغلى فى تحقيق ذلك، من حيث البناء فإن الراوى فى "معبد أنامل الحرير" هو صوت رواية  بعنوان "المتكتم" كتبها رجل اسمه رشيد ولم يكملها، الرواية نفسها هى التى تحكى، وهى أيضا التى ستعرفنا على مغامرتين ومعانتين: مغامرة ومعاناة رشيد فى كتابتها بعد حياة مضطربة عاشها، ومغامرة سفينة هائمة فى البحر المتوسط،  وصلت إليها الأجندة التى كتبت فيها سطور الرواية الناقصة. على السفينة شخصيات ومناورات ومعاناة وصراعات مع مهربى المخطوطات والقراصنة وعصابات تهريب البشر،  بحثا عن فرص للعمل فى بلاد جنوب المتوسط الأوربية.
 أتاح هذا البناء المركب حرية كاملة فى السرد، تتسق مع موضوع يتغنى بحرية الفنان، كما أتاح أن يقدم للقارئ مستويين من فنون الرواية ( العمل بأكمله تحية لهذا الفن بكل أنواعه)، ذلك أننا ننتقل من رواية مغامرات على سطح السفينة، الى رواية أفكار عندما يقطع نص "المتكتم" وشخصياته السرد الخاص بأحداث السفينة. الكاتب الأصلى رشيد  لن يظهر إلا من خلال ما تحكيه عنه الرواية، التى أصبحت كائنا مستقلا تماما، ذات حرة تتأمل ما كتبه مبدعها، وتبحث عن سر صنعته، وتربط بين وقائع أحداثه التى عاشها، وبين ما فعله خياله لإنجاز رواية "المتكتم"، بل إن الرواية ستكمل ما نقص من حياتها.
هذه إذن حيلة سردية تحقق أهدافا متعددة، مثل كرة البليادرو التى تضرب عدة كرات بضربة واحدة. أصبحت رواية  "معبد أنامل الحرير" فى جوهرها هى سيرة رواية اسمها "المتكتم": كيف صنعت؟ وكيف صارت كائنا حيا عابرا للمخاطر، ومتحديا للموت؟ وسيرة فنان اسمه رشيد كان يحلم بالطيران، وأصبح مرشدا سياحيا، وعاش أكثر من قصة حب، وقادته الحياة الى شتوتجارت فى ألمانيا وبالى فى أندونيسيا، ثم وجد ذاته أخيرا فى الكتابة، كتب حياته، ثم كتب روايته، ثم اختفى فوق سطح سفينة فى طريقها الى إيطاليا. "معبد أنامل الحرير" هى أيضا سيرة زمن افتراضى ظلامى بامتياز، يمكن أن نصل إليه لو استمرت تلك الغزوة الرجعية، والتى سترى تنويعة لها فى "أبناء الجبلاوى"، وقد كانت أيضا سيرة رواية، تملك شخوصها نفس قدرة مؤلفيها على الحياة والخلود، وعلى الفعل والتحقق بإرادة حرة مستقلة.
المتاهة هى إحدى مفاتيح رواية "معبد أنامل الحرير": السفينة متاهة، كلما توغلنا فى الأحداث سنكتشف فيها أشياء غريبة وراء مهمتها كسفينة ركاب، فى الطابق السفلى مهاجرون تعساء، بيت الفن الذى أقام فيه رشيد فى شتوتجارت أيضا متاهة، استلهمها عندما تخيل فى رواية "المتكتم" مدينة للأنفاق، يهرب إليها الفنانون والعشاق والشعراء، وعندما استلهم مدينة المخطوطات التى يتم فيها كتابة النصوص الممنوعة، بعيدا عن سطوة المتكتم وأعوانه الذين استولوا على مدينة الظلام، رشيد اصطنع من حياته الواقعية عالما حرا موازيا تحت الأرض، ومنح أبطاله أسماء مختلفة وغير تقليدية مثل كيان وسديم ونيرد، واحتفى بتجربة  هؤلاء الهاربين عشاق الحرية: ناصر ومنتصر ومنصور.
المتاهة أيضا فى المعبد البوذى الذى زاره رشيد فى جزيرة بالى، وفى معبد الكرنك، بل إنها فى حياة رشيد وأحلامه، وفى بناء الرواية الأم "معبد أنامل الحرير" التى تضم عدة روايات معا: رواية عن رشيد، ورواية عن رواية رشيد، ورواية عن السفينة التى تحمل رواية رشيد، وهذه السفينة ستحمل للقارىء مفاجأة مدهشة فى الصفحات الأخيرة، نستطيع أن نتكلم عن" سرد فى كل الإتجاهات"، وبكل الأساليب، ما بين واقعية مباشرة وفانتازية محلّقة، والمبهج أن العمل الذى يحتفى بالسرد والساردين، يحافظ الى حد كبير على تماسكه، باستثناء بعض الإستطراد فى حكاية يوديت ورشيد فى شتوتجارت، وفى قصة الفتاة الأثيوبية ميهريت على السفينة/ اللغز، وباستثناء بعض لحظات الإنتقال القليلة غير السلسة بين نص رواية "المتكتم"، وبين ما يجرى على السفينة فى عرض البحر.
نحن إذن أمام كتابة عن كتابة، وسطور تحكى عن سطور، ورواية قررت أن تصنع رواية عن نفسها وعن كاتبها وعن مكانها وزمانها، "معبد أنامل الحرير" هى فى إحدى مستوياتها قصة وعى واكتشاف: اكتشاف الفنان رشيد لنفسه وللآخرين وللعالم ولموهبته، واكتشاف رواية "المتكتم" لكيانها ولطريقة خلقها ولذاتها، واكتشاف سكان مدينة الأنفاق لمباهج الحرية، واكتشاف كيان / بطل رواية "المتكتم" لقيمة تمرده على عمله كرقيب سابق فى مدينة الظلام، واكتشافنا نحن كقراء لمعنى الخواء إذا افتقدنا الحرية، وإذا صمتنا فى مواجهة أولئك "الزومبى"، أعداء النور والحرية، أولئك العائدين من قبور الماضى، الذين يريدون أن يحكموا الحاضر من المدافن.
فى رواية "451 فهرناهايت" للكاتب راى براد برى كان لدينا عالم مواز للهاربين بالكتب من الفاشية، أصبحوا هم أنفسهم كتبا تحمل ذاكرة وحرية الفن والفكر، وفى رواية "المتكتم" تتطور فكرة النسخ فى معبد بأنامل من حرير، الى الكتابة على الأجساد العارية، التى سرعان ما ستقوم بغزو مدينة الظلام: فتيات تحملن نصوصا مكتوبة فوق جلودهن الرقيقة المكشوفة، أفكار حرة منقوشة على أجساد حرة، المتكتم وأتباعه تأخذهم المفاجأة، ولكن رشيد لم يكمل روايته ، اختفى تاركا الأجندة المكتوبة فوق سفينة مريبة، الأجندة ستروى وستحكى وستكمل، ستمارس أيضا حريتها، وستمد خط الحرية الى نهايته، ستربح أنامل الحرير المعركة، ولكن بعد مغامرة شاقة، لا يوجد أنتصار دون معركة، ولا يوجد إنسان يستحق اسمه وجنسه دون حرية، ودون دفاع عن تلك الحرية.
يجتزئ إبراهيم فرغلى فى "معبد أنامل الحرير" فقرات من نصوص ممنوعة، يدمجها فى حكايته، يقدم التحية لها ولمؤلفيها، ويترك فرغلى متعمدا مساحات واسعة لخيال القارىء ، يتركنا نخمن سيناريوهات كثيرة لعلاقة  رشيد مع صديقه قاسم، وارتباطهما أو عدم ارتباطهما بعالم تجارة المخطوطات، يتركنا نخمن : هل يعلم قبطان السفينة رؤوف بحكاية تهريب المهاجرين أم لا؟
هناك حرية موازية للقارئ تعادل حرية الكاتب فى السرد، هناك محاولة لكى نكون شركاء فى المتاهة، هناك شخصية تحمل اسم "الكاتب الشبح"، وهو تعبير يطلق على الكاتب الذى يكتب سيرة أحد الأشخاص بأسلوب احترافى نيابة عنه، يوجد فى "معبد أنامل الحرير"  فى الحقيقة أكثر من كاتب شبح، حتى السطور أصبحت تكتب وتشهد وتحكى وتثور، تبدو إذن فكرة التكتم والكتمان سخيفة وعبثية ولا معقولة بشكل يفوق ظهور قراصنة صوماليين فى البحر المتوسط، وما لوحة النهاية الفاتنة إلا ترجمة لفكرة انتقام الفن والفكر من سجانيهم البلهاء، ذلك أنهم لم يدركوا أن الكلمات تمتلك لعنتها، وأن الروايات تبث الحياة فى الكائنات، وأن الأفكار عابرة للمكان وللزمان، وأنها تطير بلا أجنحة، ممتلكة إرادة البقاء، حتى لو ذهب المفكر أو الفنان.
"معبد أنامل الحرير" رواية فى حب الحرية، وفى عشق الفن  والفكر، وتحية فن الرواية والسرد القصصى، وفى هجاء الحمقى من المتكتمين،  وربما تكون هذه الرواية نفسها هدفا لهم، وضحية لعبثهم،  فيثبت الفن من جديد أنه يشهد على زمنه، ويفضح أغبياءه،  وأنه لذلك يستحق الخلود والبقاء.
نقلا عن موقع الكتابة في يوم 30أغسطس 2015 
http://alketaba.com/index.php/2013-10-30-09-53-50/item/4683-2015-08-30-18-59-42.html

Wednesday, August 12, 2015

المتاهة كرواية

المتاهة كرواية





فالنص وفقا لأمبرتو إيكو، وهو تعريف يروق لي كثيرا: "جهاز الغاية منه انتاج قارئ خاص به. وهذا القارئ ليس شخصا قادرا على طرح تخمينات تكون وحدها دون غيرها جيدة: الأمر على عكس ذلك، يمكن للنص أن يتوقع قارئا نموذجيا له الحق في إسقاط تخمينات لا متناهية".
كنت قد قرأت كتابا مهما أيضا للمفكر الأمريكي الماركسي ديفيد هارفي "حالة ما بعد الحداثة.. بحث في أصول التغيير الثقافي"، وهو يتتبع، بين عناصر وروافد أخرى كثيرة، تأثير التطورات الاقتصادية في العالم، انطلاقا من تكون بذرة الرأسمالية في الولايات المتحدة، وانعكاسها على المنتج الثقافي وتسليعه. وبين ما تناوله الفروق بين الحداثة وما بعد الحداثة، وكيف أن التشظي، لا الانسجام، أصبح ملمحا من ملامح ما بعد الحداثة، وفكرت أن تطبيق ذلك روائيا لا يمكن أن يتحقق في نص منسجم، بل في نص متشظ، لكن ما يبدو متنافرا في النهاية يعبر عن أفكار متجانسة.
وتأتي الحيلة السردية برواية داخل رواية كحل أساسي للسرد المتشظي، وعبر تعدد أصوات الرواة على يد قرائن الشخصيات أو أشباحها أو أطيافها. أما من حيث المضمون فهناك تقاطعات كثيرة بين فكرة الأجيال مثلا في مجتمعات تتغير فيها القيم بتناول فكرة الأب وسلطته، أولا من خلال علاقة الكاتب نفسه بنجيب محفوظ كأب روائي، ثم عبر علاقة البطل "كبرياء"، اللقيط الذي لا يعرف لنفسه أبا، مع جده الحقيقي، رفيق، والذي يرتبط به ويدون سيرته بوصفه خطاطا، من دون أن يعرف أنه جده لأبيه، كما تتحقق الحيلة السردية أيضا في تأملات جانب من رواية كاتب الكاشف؛ مؤلف شخصية كبرياء، على فكرة سلطة الأبوة في عدد من أعمال محفوظ أهمها الثلاثية وقلب الليل والحرافيش وأبناء الجبلاوي.

Tuesday, August 11, 2015

إبراهيم فرغلي.. ملف خاص


إبراهيم فرغلي.. ملف خاص

ملف عن شخصي وأعمالي من إعداد موقع الكتابة بإشراف الشاعر الجميل محمد أبو زيد
الذي لا يمكن لأي كلمات أن توفيه حقه
على ما بذله من جهد الإعداد للملف واستكتاب هذا العدد من المحبين والكتاب والنقاد
إضافة لاستعانته بأفراد من الأسرة لعمل ملف الصور من الطفولة وحتى اليوم :)
ألف شكر لأبي زيد والشكر موصول لكل من كتب في هذا الملف فردا فردا
شكرا لمحبتكم